السعودية … التطبيع والتدنيس في أطهر الشهور

This post is also available in: الفارسية
بقلم سيف اهوازي
مشروع تدمير القوى العربية الفاعلة والبلدان ذات العمق الحضاري بدأ مع الطفرة النفطية التي جاءت تحت غطاء قطع النفظ عن الولايات المتحدة والغرب كرد فعل على سياسات هذه البلدان تجاه القضية الفلسطينية وكجزء من الجهد الذي تقارن مع حرب رمضان / اكتوبر 1973.
وكان يراد لهذه الطفرة مع حداثة ((استقلال)) صوري لمعظم بلدان النفط والرمال ان تصبح بعض البلدان متسيدة الموقف العربي والاسلامي. بلدان كأيران الشاه والسعودية والكويت والامارات و… الخ وذلك بفعل الاموال التي حصلت عليها جراء ارتفاع سعرالنفط.
هذا التحول كان موازياً لتحول آخر هو فرض التطبيع واقامة معاهدات سلام مع المحتلين الصهاينة وتقسيم العالم العربي الى معتدل قريب من المغرب وآخر شرير متخشب يجري قضمة شيئا فشيئاً.
هذا المشروع نراه اليوم بعد أربعة عقود من اطلاقه، ومع انه لم ينفذ بشكل تام لأسباب في مقدمتها قيام الثورة الاسلامية في ايران وصمود سوريا والعراق بوجه الارهاب وطهور المقاومة في لبنان وفلسطين. لكن تحقق التطبيع بين المعظم الانظمة العربية الخائنة والكيان الصهيوني بل وزادت هرولة هذه الانظمة التي تدعي العروبة في وقت يزداد الاحتلال وامريكا تعسفاً وعنصرية ويمنعان في اذلال هذه الانظمة و أمة العرب قاطبة … من تهديد القدس جعلها عاصمة الكيان اللقيط الى ضم الضفة الغربية والحديث صراحة عن عدم عودة اللاجئين والحيلولة دون قيام دولة حتى على 20% من اراضي فلسطين المحتلة.
ولكي يبرد هؤلاء الاعراب غير المتحضرين جريمة العلاقة مع الصهاينة كان عليهم ان يبتعدوا عدوا جديداً، وان يحاربوا كل قوى المقاومة والممانعة وان تكون لهم امبراطورية اعلامية مهمتها غسل العقول.
هذه المهمة الاخيرة التي تتولاها قنوات MBC وروتانا وسكاي نيوز والعربية وMTVوLBC وغيرها من ابواق الاعلام الخليجي، بدت هذا العام فجة للغاية، حيث بثت MBC السعودية مسلسلين اعتبراً تطبيعا فاضحاً مع الكيان الصهيوني الذي رحب أيما ترحيب بهما. وMBC معروفة بموضوعاتها التي تملى عليها مباشرة من جوقة ابن سلمان والمستشارين الامريكيين في السعودية، فقد تناولت في سنوات سابقة قضايا زنا المحارم والمثلية وغيرها.
ولحسن الحظ فأن المشروع التطبيقي هذا الذي تقف خلفه ثلاثي الذل والهوان الخليجي (السعودية والبحرين والامارات) واجه ردود فعل كبيرة من قبل المشاهد العربي في كثير من البلدان، أدت الى دعوات لتحريم قناة MBC برمتها … وهذا أكبر تعبير عن وعي المشاهد العربي ومعرفته بسياسات هذه الانظمة التطبيعية الذيلية القذرة.