
يحاول اعداء الثورة الاسلامية ان يصنعوا من الشيخ خزعل بن جابر بن مرداو الكعبي اسطورة لتمرير مشروعهم في تفتيت العالم الاسلامي والمساس بوحدة التراب الايراني، لكن شدّة نصوع الحقيقة تجهض كل احلام يقظتهم .. لأن حقيقة شخصية الشيخ خزعل والمستندات والتوثيقات التاريخية الموجودة حوله لا ترك مجالاً للشك في تقييم شخصيته، حيث لم يكن سوى رئيس قبيلة مستبد وماجن وعميل للبريطانيين ولم يتوانى لحظة واحدة من اجل الوصول الى سدّة السلطة من قتل أخيه (الشيخ مزعل) ونكاح زوجاته!
الشيخ خزعل عميل البريطانيين الذي اجهض البريطانيون أنفسهم احلامه حاله كباقي العملاء الذين لا يساوون شيء بالنسبة لأسيادهم وقيمتهم تبقى ماداموا ينفذون سياسة الاسياد، بعدها يرمى بهم كمنديل الحمامات في سلة المهملات، بكل روائحه النتنة وبقايا النجاسة التي لصقت به!
و فيما يلي سوف أرد عليكم قصة هذا العميل الذي أصبح قرباناً لسياسة المستعمرة العجوزة في المنطقة والتي فضلت عليه رضاخان الذي لم يكن بدوره غير منديل ورقي آخر رميه في سلّة المهملات سنة 1941، اي بعد خمس سنوات فقط من قتل الشيخ خزعل على يد رضاخان (ملك ايران الذي وصل الى السلطة بواسطة الاستعمار البريطاني سنة 1925 نفس العام الذي القي القبض على خزعل واقتيد على طهران!)
وهكذا تبدا قصة الشيخ خزعل:
الشيخ خزعل الكعبي المعرووف بـ((معزّ السلطنة)) و ((سردار أقدس)) من مواليد سنة 1863 في مدينة المحمرة (خرمشهر حالياً) والده هو الشيخ جابر خان الملقب بـ((نصرة السلطنة)) ووالدته اسمها نورا (بنت شيخ قبيلة الباوية، آخر حاكم لمدينة المحمرة (خرمشهر).
وبنو كعب قبيلة عربية نزحت بسبب القحط والجوع من تهامة في شبه الجزيرة العربية الى العراق، ارض السواد والخيرات ومنها دخلت بعض افخاذ القبيلة الى منطقة خوزستان بجنوب غرب ايران وسكنت ضواحي مدينة الحويزة (او هويزة حسب اللفظ الايراني)، وهذه الحقيقة التايخية تبيّن ان الكثير من ادعياء عروبة خوزستان انما جاءوا اليها من اماكن اخرى … وان اغلبية اهالي المحافظةخليط عرقي من بقايا العيلاميين الذين استعرب بعضهم وبقي الآحرون على لوريتهم او كرديتهم اضافة الى الملسمين العرب القادمينمع الفتح.
استطاع بنو كعب ان يجمعوا معهم بعض القبائل الصغيرة ويشكلوا قوّةسيطرة على مدينة المحمرة (خرمشهر) وامتدت حتى شمالها، دون ان تكون لها سلطة على مناطق اخرى من المحافظة، فقد كان النظام الاداري في المملكة الايرانية يدار على هيئة ملوك الطوائف ومناطق وولايات تدين بالولاء الى المركز ويجري الاعتراف بها مقابل ضرائب واموال يقدمها الحاكم الى البلاط الملكي في طهران (والحديث عن فترة الدولة القاجارية).
بعد وفاة الشيخ جابر والد الشيخ خزعل سنة 1298ق (1881م) ظهر الخلاف بين ابناءه لتولي امارة المحمرة وبعد صراعات تمكن الشيخ مزعل ان يقصي اخيه الشيخ محمد ويصبح هو الأمير ويتولى السلطة مكان ابيه.
لم ينته الصراع بين الاشقاء، فقد ظهر الشيخ خزعل الابن الأصغر للشيخ جابر منافساً شرساً لشقيقه الشيخ مزعل.. وفي النهاية استطاع الشيخ خزعل بمساعدة البريطانيين وبمساعدة الشيخ سلمان بن يابر بن طلال الباوي (شقيق الشيخ ناصر شيخ عموم الباوية) من قتل الشيخ مزعل وتولى الامارة في المحمرة وذلك سنة 1276ش (1897م) و بعد 16 سنة من حكم الشيخ مزعل.
(يتبع)
*بقلم: حجي عاشور